فيروس الإيدز و اعراضه

فيروس الإيدز واعراضه

فيروس الإيدز (HIV) أو فيروس نقص المناعة البشرية, و المسبب لمرض الايدز (AIDS) أو متلازمة نقص المناعة المكتسب, يعود تاريخه الي عام 1981, عندما ظهرت اعراض مرض الايدز علي الرجال المثليين و تم وصفها لأول مرة في نيويورك و لوس انجيلس, و قد عاني هؤلاء المرضي من نوع غير عادي من عدوي الرئة الذي يعرف الان بالالتهاب الرئوي (PCP), و اورام جلدية نادرة, وانخفاض حاد في خلايا المناعة بالدم (CD4cells) التي تساعد الجسم علي مقاومة العدوي.

و بعد ذلك بوقت قصير، تم الاعتراف بهذا المرض في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وأفريقيا. في عام 1983، وصف الباحثون في الولايات المتحدة وفرنسا الفيروس المسبب لمرض الإيدز، والذي يعرف الآن باسم فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي ينتمي إلى مجموعة من الفيروسات تسمى (retroviruses).

تشخيص مرض الايدز

في عام 1985, اصبح قياس الاجسام المضادة لفيروس الايدز بالدم متاحا, و الاجسام المضادة هي عبارة عن استجابة جهاز المناعة للعدوي بفيروس الايدز, و هو يعد الان من الاختبارات الاكثر شيوعا ويشار اليه بـ (ELISA), و عند رصد الاجسام المضادة للفيروس بواسطة اختبار الدم (ELISA), فلابد من تأكيد النتائج عن طريق اجراء اختبار اخر للدم غالبا يسمي بـ (Western blot). اختبارات الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية لا تزال هي أفضل طريقة لتشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة. و في الآونة الأخيرة، أصبحت الاختبارات المتاحة للبحث عن هذه الأجسام المضادة نفسها في اللعاب، وتوفير بعض النتائج في غضون أسبوع إلى 20 دقيقة.

يطور جهاز المناعة الاجسام المضادة لفيروس الايدز عادة في خلال عدة اسابيع من تاريخ العدوي, و خلال هذه الفترة غالبا ما تكون نتائج اختبار الاجسام المضادة سلبية للمرضي المصابون و تسمي هذه الفترة بـ “فترة النافذة”, وفي هذه الحالة لابد من اجراء اختبار يستطيع ان يرصد وجود الفيروس نفسه في الدم و ليس الاجسام المضادة مثل اختبارات الحمض النووي الريبي لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV RNA) أو (p24antigen), و هو ما يؤدي الي تقليص فترة النافذة و سرعة تشخيص المرض.

كيف ينتقل فيروس الإيدز

يتواجد فيروس نقص المناعة الايدز بدرجات متفاوتة في افرازات الدم والاعضاء التناسلية للمصابين بالمرض, و ذلك بغض النظر عن ما اذا كانت تظهر عليهم الاعراض او لا, و يمكن نقل العدوي بفيروس الايدز عند اتصال هذه الافرازات بانسجة الجسم السليم مثل انسجة بطانة المهبل و منطقة الشرج و الفم و العينين (الاغشية المخاطية) أو فتحات الجلد المختلفة مثل موقع تقب الجلد بابرة.

و تشمل الطرق الاكثر شيوعا في نقل مرض الايدز في العالم: الاتصال الجنسي, و المشاركة في الحقن, و الانتقال من الام المصابة الي الجنين في فترة الحمل و اثناء الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

و قد تم وصف انتقال مرض الايدز عن طريق الاتصال الجنسي بين الرجال المثليين و النساء المثليات عن طريق ممارسة الجنس المهبلي و الشرجي و الشفوي, و يعد الامتناع عن ممارسة الجنس حتي التأكد من خلو كلا الطرفين من المرض من اهم طرق الوقاية من الاصابة بمرض الايدز عن طريق الاتصال الجنسي. كما يعد استخدام الواقي الذكري و امثاله من الحواجز المطاطية و سيلة فعالة لمنع اتصال انسجة الجسم بالافرازات التي يمكن ان تحتوي علي فيروس الايدز و تسبب انتقال مرض الايدز عن طريق الاتصال الجنسي.

يعد انتقال مرض الايدز عن طريق تلوث الدم من الطرق الاكثر شيوعا في العالم, و يحدث عند تقاسم الابر (السرنجات) كما يحدث بين متعاطي المخدرات, و عند عمل الوشم أو ثقوب الجسم المختلفة, او حتي خلال العمليات الجراحية و نقل الدم أو احد مشتقاته, و كلما زادت اجراءات مكافحة العدوي في المستشفيات و اماكن العلاج, كلما قل انتقال مرض الايدز بسبب تلوث الدم.

هناك عدد قليل من الدلائل عن امكانية انتقال مرض الايدز بالاختلاط اليومي العادي كما في محيط العائلة و بين الاصدقاء و ذلك ما لم يوجد جروح و تقرحات مفتوحة بالمريض. و يعتبر التقبيل عموما ليس عامل خطر لنقل فيروس نقص المناعة لأن اللعاب علي النقيض من الافرازات التناسلية قد يحتوي عدد ضئيل جدا من فيروسات الايدز. وتنحصر المخاطر النظرية هنا في فرشاة الاسنان و امواس الحلاقة و كل اداة يمكن ان تسبب جروح عند استعمالها في المنزل أو المدرسة أو غيرها من الاماكن التي يوجد بها اختلاط. و ينبغي تجنب المشاركة تماما في مثل هذه الادوات و تنظيف الادوات الشخصية باستمرار بسوائل مطهرة.

أعراض الإيدز

الاعراض الاولية للايدز غالبا ما تظهر في غضون اسابيع من العدوي, و التي يمكن أن تتراوح بين الحد الأدنى من الحمى والآلام، إلى أعراض حادة جدا, و تكون الأعراض الأكثر شيوعا من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية هي الحمى، وجع في العضلات والمفاصل، التهاب الحلق، وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) في الرقبة. و قد يصبح المصاب بلا اعراض بعض فترة من الاصابة بتلك الاعراض الاولية للايدز خلال الاسابيع الاولي من العدوي كما يمكن ان تكون نتائج اختبارات الاجسام المضادة بالدم سلبية, و لذلك فمن المهم جدا اجراء احد الاختبارات التي يمكنها رصد وجود الفيروس نفسه بالدم خلال هذه المرحلة مثل اختبارات الحمض النووي الريبي لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV RNA) أو (p24 antigen) للتأكد من الاصابة بالايدز من عدمه.

بعد فترة قصيرة من حدوث العدوي, غالبا ما يدخل المصاب في فترة كمون للفيروس قد تصل لعدة سنوات و تكون بلا اعراض, و يحدث انخفاض تدريجي في خلايا المناعة (CD4) خلال هذه الفترة, و قد يصاب المريض باعراض خفيفة مثل بعض الاصابات الفطرية في الفم او المهبل أو الاظافر, الطفح الجلدي المزمن, الاسهال, الارهاق, و فقدان الوزن.

علاج فيروس الايدز

بادئ ذي بدء، لا يوجد أي دليل على امكانية شفاء المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من العلاجات المتاحة حاليا. في الواقع يعاني كثير من المصابين بانتعاش سريع في معدلات الفيروس بالدم عند توقف العلاج و ذلك بالرغم من علاجهم لسنوات طويلة متصلة, و بالتالي يجب عند اتخاذ قرار العلاج الموازنة بين مخاطر العلاج مقابل فوائده فضلا عن امكانية مقاومة الفيروس للعلاج مما يحد من امكانية العلاج مستقبلا. و احد الاسباب التي تمكن الفيروس من تطوير المقاومة هي فشل المريض في اتباع العلاج الموصوف بشكل صحيح.

تم وضع عدة معايير و مبادئ توجيهية لاستخدام الدواء المضاد للفيروسات, في علاج مرض الايدز, و يتم تحديث هذه المبادئ بانتظام من قبل لجنة خبراء تجميعها في (DHHS) و (IAS-USA) و هي متاحة بالتفصيل علي هذا الموقع : www.aidsinfo.nih.gov