مرض الصرع

مرض الصرع

حقائق علمية عن  مرض الصرع

مرض الصرع

مرض الصرع هو اضطراب في المخ, تقوم خلاله مجموعات من الخلايا العصبية أو الاعصاب باطلاق اشارات كهربائية غير طبيعية. غالبا ما تقوم الخلايا العصبية بالمخ بتوليد اشارات كهربائية لتنظيم عمل الخلايا العصبية الاخري و الغدد و العضلات, و انتاج الفكر و المشاعر و القرارات. أما خلال نوبات الصرع فيحدث خلل في النمط الطبيعي لعمل تلك الخلايا يؤدي الي توليد مشاعر و سلوكيات غريبة و غير معتادة و في بعض الاحيان تشنجات عضلية و فقدان للوعي. و في المعتاد يكون معدل اطلاق الخلايا العصبية بالمخ للاشارات الكهربائية مقدرا بمئات المرات يوميا, اما خلال نوبات مرض الصرع فيصل هذا المعدل الي اكثر من 500 مرة في الثانية.
في اكثر من 80% من الحالات المصابة بمرض الصرع, يمكن التحكم في المرض عن طريق العلاجات الحديثة و الجراحات الدقيقة, و مع ذلك يمكن ان تستمر معاناة 20 الي 30 % من هؤلاء المرضي حتي مع استعمال احدث العلاجات. و في كثير من الحالات لا تعتبر الاصابة بنوبة تشنجات واحدة دليلا دامغا علي الاصابة بمرض الصرع, و يعتبر تكرارا الاصابة بتلك النوبات دليلا علي الاصابة بمرض الصرع.
مرض الصرع هو داء غير معد, و لا ينتج بالضرورة عن التخلف العقلي او الامراض العقلية الاخري. قد يصاب مريض التخلف العقلي بنوبات تشنج, و لكن الاصابة بتلك التشنجات لا يعني بالضرورة ان الشخص مرشح للاصابة بالتخلف العقلي. و الدليل علي ذلك ان كثير من المصابين بمرض الصرع يتمتعون بمعدلات ذكاء عادية و احيانا مرتفعة, و القائمة ممتدة من المشاهير المعروف عنهم تاريخيا الاصابة بمرض الصرع امثال: سقراط, نابليون بونابارت, و الفرد نوبل.

اسباب مرض الصرع

مرض الصرع
ينشأ الصرع بسبب خلل في نوصيل الاشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية للمخ, و هذا الخلل يحدث بالتحديد في الناقلات العصبية و هي عبارة عن مواد كيميائية يتم من خلالها نقل تلك الاشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية, و قد اظهرت التجارب السريرية ان بعض المصابين بمرض الصرع لديهم مستويات عالية من الناقلات العصبية المثيرة للنشاطات العصبية, و البعض الاخر لديهم مستويات منخفضة جدا من الناقلات العصبية المثبطة للنشاطات العصبية. و كلا الحالتين تؤدي الي اضطراب في النشاطات العصبية للمخ و بالتالي الصرع.
تشير الابحاث الي ان العوامل الوراثية تعتبر من اهم المسببات لمرض الصرع, فقد ربطت التجارب بين بعض انواع الصرع و بين خلل في احد الجينات, ايضا تم رصد انواع من الصرع تنتقل بين العائلات حتي ان بعض الباحثين يعتقدون ان اكثر من 500 جين تلعب دورا في نقل تلك الانواع من الصرع بين اجيال العائلة الواحدة. بينما تتزايد الدلائل علي ان الخلل الجيني يلعب دورا جزئيا فقط في كثير من حالات الصرع ربما عن طريق زيادة قابلية الشخص للاصابة بنوبات الصرع التي يمكن ان تنتج عن عوامل بيئية.
ينشأ الصرع ايضا في كثير من الحالات, بسبب حدوث تلف بالمخ ناتج عن امراض اخري, مثل اورام الدماغ, الزهايمر, ادمان الكحول, السكتات الدماغية و النوبات القلبية و الامراض الدماغية الوعائية و التسمم, و غيرها من الحالات التي يمكن ان تمنع امدادات الاكسجين عن المخ. ويرتبط مرض الصرع مع مجموعة متنوعة من اضطرابات النمو والتمثيل الغذائي، بما في ذلك الشلل الدماغي، والورم العصبي الليفي، التصلب الحدبي، متلازمة لانداو، والتوحد, و يكون الصرع عادة هو مجرد واحد من مجموعة من الأعراض التي يعاني منها المصابون باحد هذه الاضطرابات.

تشخيص مرض الصرع

يتم تشخيص الصرع عن طريق عدة اختبارات أهمها:
تخطيط كهربية المخ EEG: و يتم عن طريقه تسجيل موجات كهربية المخ عن طريق تثبيت توصيلات علي فروة الراس, و هو الاختبار الاكثر شيوعا حيث يمكن من خلاله الكشف عن أي تشوهات في النشاط الكهربي للمخ. و في العادة ينبغي ان يتم عمل الاختبار مرة اثناء نوم المريض و مرة اخري اثناء اليقظة لان نشاط المخ اثناء النوم غالبا ما يكون مختلفا تماما عنه اثناء اليقظة.
مسح المخ: من اهم طرق تشخيص مرض الصرع هو عمل مسح للمخ عن طريق الوسائل الاكثر شيوعا لمسح المخ مثل التصوير المقطعي CT, و التصوير بالرنين المغناطيسي MRI, و هي وسائل يمكنها الكشف عن هيكليه المخ بوضوح و تحديد اورام الدماغ أو أي خلل هيكلي اخر بسهولة.
التاريخ الطبي: في كثير من الحالات تكون دراسة التاريخ الطبي للمريض مفيدة جدا في تشخيص الاصابة بمرض الصرع, و يتضمن ذلك استبيان ما اذا كان الشخص يعاني من نوبات و مدي تكرارها و شدتها و مدتها, و كذلك ما اذا وجدت اصابات سابقة بمرض الصرع بين اجيال العائلة, و في الغالب يكون من المفيد سؤال الاشخاص المحيطين بالحالة و القائمين علي رعايتها لتفادي الاخطاء التي يمكن ان تحدث بسبب نسيان المريض.
اختبارات الدم: غالبا ما يتم فحص عينات الدم عند محاولة تشخيص الاصابة بمرض الصرع خصوصا في الاطفال لمحاولة رصد الاضطرابات الايضية أو الوراثية التي يمكن ان تكون مصاحبة للنوبات, كذلك يمكن تحديد الكثير من المشاكل عن طريق فحص الدم مثل فقر الدم و التسمم بالرصاص و الالتهابات و السكري و التي يمكن ان تسبب الاصابة بمرض الصرع.

الوقاية من مرض الصرع

يمكن منع الكثير من حالات الصرع عن طريق اتخاذ تدابير معينة مثل ربط حزام الامان او استعمال الخوذات الواقية للرأس ووضع الاطفال في المقاعد المخصصة للسيارات, كذلك فان وصف الدواء الصحيح و سرعة نشخيص حالات الحمي لدي الاطفال و الرعاية ما قبل الولادة لمنع تلف الدماغ للجنين يكون عاملا حاسما في منع الاصابة بالصرع, و كذلك للكبار في حالات علاج ارتفاع ضغط الدم و امراض القلب و الشرايين و الالتهابات و غيرها من الامراض التي يمكن ان تؤثر في الدماغ خلال مرحلة البلوغ و الشيخوخة قد تمنع أيضا العديد من حالات الصرع. أخيرا، التعرف على الجينات المتعلقة بالاضطرابات العصبية عن طريق الفحص الجيني والتشخيص قبل الولادة قد يمنع في نهاية المطاف العديد من حالات الصرع.

علاج مرض الصرع

تتفرع تخصصات الاطباء القائمين علي علاج حالات الصرع بين أطباء الأعصاب، أطباء الأطفال، أطباء الأعصاب للأطفال، والباطنية، وأطباء الأسرة، وكذلك الأطباء الذين يتخصصون في علاج الصرع. و من المهم في علاج الصرع ان يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن بمجرد ان يتم التشخيص, فالتشخيص الدقيق و المبكر لحالات الاصابة بمرض الصرع يكون له عامل الحسم في علاج المرض.
هناك العديد من الطرق المختلفة لعلاج الصرع, و غالبية العلاجات المتاحة يمكنها السيطرة علي نوبات الصرع في اكثر من 80% من المصابين بالمرض, و مع ذلك تشير الاحصاءات ان حوالي 20% من المرضي يعانون من نوبات الصرع المستعصية علي العلاج, و حوالي 15% من المرضي لا يشعرون بانهم يتلقون الاغاثة الكافية من العلاجات المتاحة, و هذه الاحصائيات توضح ان هناك حاجة ماسة لعلاجات اكثر فاعلية.

مرض الصرع